يرى الاختصاصيون أن جلوس العائلة مجتمعة على مائدة الطعام يحب أن يكون من أولويات الحياة العائلية، نظرًا لما له من فوائد على صعيدي الصحة الجسدية والنفسية على الأبناء.
إن جلوس العائلة على مائدة الطعام له دور في الحصول على نظام الغذائي صحّي وله أثر إيجابي كبير في توازن غذاء الطفل وسلوكه، مما يعني أثرًا إيجابيًا في وزنه، فقد أظهرت الدراسات في أوروبا وأميركا أن أكثر من 16 %من الأطفال، يعانون مشكلة الوزن الزائد وأوعزت الأسباب إلى الانقسام والتشتت بين الأفراد في تناول الوجبات، وإلى النقص في النشاطات البدنية وكذلك إلى غياب تناول الطعام الصحي الذي يتبع الهرم الغذائي، فالمائدة العائلية تسمح للطفل والمراهق بالحصول على غذاء صحي ومتنوع. إذ يرافق تناول الطعام ضمن العائلة تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضر ومشتقات الأجبان والألبان، واستهلاك أقل للمقالي والسكريات والمشروبات الغازية.
كما أن الجلوس مع الوالدين إلى مائدة الطعام يعلم الأبناء آداب السلوك، مثلاً الإنصات إلى الآخر أثناء تحدّثه وتناول الطعام بشكل لائق، وهذا التقليد العائلي له أثر إيجابي في تطور اللغة عند الطفل، فخلال الجلوس، يتواصل ويعبّر ويروي أمورًا حدثت معه، وهو بالنسبة إلى 80 في المئة من الأمهات العاملات مكان لقاء عائلي، يشارك فيه الأبناء ويستمعون إلى حياة الراشدين ومشكلاتهم، وبذلك تصبح الروابط العائلية واضحة ومتينة.
ولكي يتحوّل الجلوس إلى المائدة فترة راحة واسترخاء ولحظات عائلية مميزة، يمكن تحضير الأطباق التي يحبّها الأبناء، لذا من الضروري أن تسأل الأم أبناءها عما يريدونه للعشاء ولغداء اليوم التالي، فهذا سلوك رمزي يشعرهم بأن أمهم تهتم لأمرهم مما يجعل الجلوس إلى مائدة الطعام متعة لكل أفراد العائلة.
أما لكي يستفيد الطفل الصغير من هذه اللحظات العائلية، فمن الضروري أن تهتم الأم بأن يجلس بشكل مريح وبارتفاع يناسب حجمه، وفي السوق كراسٍ مخصصة للأطفال يمكن تعديلها بحسب حجم الطفل وتلبي كل متطلبات الأمان مما يجعله سعيدًا أثناء الجلوس عليها ومشاركته أهله وأخوته الطعام.
نقلاً عن لهن